أهمية بناء عقارات مستمدة من الحجر والطين

تعتبر تقنية البناء الطيني من الخصوصيات الثقافية للمغرب لأنها تساهم في خلق معالم حضارية وتراثية غنية، كالقصور والقصبات التي عمرت لمدة طويلة وبالخصوص في المناطق الجنوبية للمملكة المغربية، هذه الأخيرة أبرزت مدى قوتها وشموخها وصمودها في مواجهة مختلف الظروف والفصول الطبيعية، الشيء الذي يدفع بنا إلى طرح التساؤل التالي: ماهي الطرق والتقنيات المستخدمة في عملية البناء بالطين وماهي مميزات البناء الطيني؟
 
عمليات البناء المستمدة من الطين أثبت مدى نجاعتها على رغم مرور السنين، على سبيل المثال فإن معظم البيوت الطينية المنتشرة في واحة تزارين أو تونزولين إقليم زاكورة لا تزال واقفة وبصمود في وجه العوامل الطبيعية القاسية من جفاف وتصحر وحرارة، وذلك بسبب استحضار العمل بأسلوب معماري مستمد من نمط تفكير “المواطن القديم.
السكان المعمرين لإقليم زاكورة توجهوا نحو هذا الشكل المعماري “الأصيل”، ليس بهدف المحافظة على البيئة أو خلق زخرفة مغايرة؛ بل كان العامل الأساسي هو عدم قدرتهم على البناء بوسائل أخرى تكون في الغالب جد مكلفة.
وهذه التلقائية في الإبداع كان لها وقع إيجابي في خلق موروث ثقافي ناجح أصبح اليوم يساهم في استقطاب  السياح من مختلف بقاع العالم.

الأدوات والوسائل المستعملة في البناء الطيني
المركْز: يتم استعماله في دك الطين بعد وضعه في التابوت أو اللوح.

التابوت: [أو اللوح]
يعد التابوت المهمة والأساسية في البناء الطيني هو عبارة عن ألواح خشبية مستطيلة يوضع الطين بداخلها ثم يدك جيدا ويتم تثبيته بواسطة أعمدة تسمى بالقْويمْ هي التي يتم شدها بالحبال من أجل تماسك صلابة الطين بداخل التابوت.
ميزان الخيط: يعمل هذا الأخير على ضمان استقامة توازن الحائط ويحتاج لخبرة واحترافية من طرف العامل لأن أي خلل قد يؤدي إلى اعوجاج البناء أو ربما سقوطه.

عملية البناء بالطين تحمل في طياتها العديد من المميزات من أبرزها:
 – التوفير الكبير في مصاريف وأعباء النقل، إذ لا تكون الحاجة ملحة للنقل في أغلب الأحيان في التربة التي تعتبر هي المادة الرئيسية في عملية البناء هاته متوفرة في جميع المناطق
 – التوفير في استهلاك الطاقة أثناء عمليات البناء الطينية وذلك عن طريق استخدام آلات بسيطة في التشكيل والطاقة الشمسية في التجفيف 
– سهولة تدوير العناصر الطينية وإرجاعها إلى أصلها، وبالتالي انخفاض تراكم المخلفات الناتجة عن أعمال البناء والهدم
– المساهمة في خلق تراث مغربي حقيقي يتميز بالاتساق والانسجام من خلال وحدة الشكل الهندسي واللون

  البعد الفكري والأيديولوجي في تراث البناء الطيني: 
لا تزال المجتمعات القروية خصوصا محتفظة بالركائز الأسرية المتينة وهذا ما يظهر وسط المنازل الطينية فغالبا ما تسمى بالدار الكبيرة لأنها تحوي بداخلها بالأقل على ثلاث أجيال الجد والاب والابن، الشيء الذي أصبح نادرا في وسط المجتمع الحضاري٠

 

للحصول على مزيد من النصائح المفيدة سواء بخصوص التراث وسبل المحافظة عليه ننصحكم بالإبقاء على تواصل دائم مع الموقع العقاري الأول الرائد والمتخصص في المجال: مبوّب